الحملة المصرية

جريدة الأهرام الأخبار الجمهورية النادي الأهلي الزمالك الإسماعيلي الإتحاد المصري مركز بناء جامعة القاهرة عين شمس حلوان الأسكندرية أسيوط فضائح حسني مبارك أخبار مصر دردشة ألعاب جوائز نكت دليل شوف مع كل معارضتي للرئيس مبارك وسياسته فإنني أؤمن تماماً بأن مبارك رئيس أفضل ألف مرة من إبنه جمال إذا صار رئيسا! وأن استمرار الرئيس مبارك في الحكم أفضل لمصر ولشعبها مليون مرة من أن يكون بديله هو ابنه جمال! الموضوع ليس رفضاً فقط لفكرة التوريث وهي فكرة يجب مواجهتها (أقصد المواجهة السلمية السياسية حتي لا تفهمني خطأ ..) لأن جلب الابن مكان الأب هو تربح سياسي للطرفين فضلا عن مصادرة حق وطن في اختيار رئيسه بعيدا عن ضغوط نفوذ الأب وقيود تحويل الابن نفسه إلي أمر واقع، وهي كذلك تحايل لتحويل الجمهورية إلي ملكية وراثية.. وقد يرد عليك متفذلك ويقولّك توريث إيه؟ هذه انتخابات ومن حق جمال مبارك أن يترشح فيها، وطبعا أنا وأنت وهمه ودوكهمه نعرف أن هذا كلام تضليل وأن جمال مبارك يعامل معاملة تليق بحمضه النووي وليس بأي شيء آخر، وأن الأبواب تنفتح أمامه بل وتنخلع أصلا من أجل عيونه، ولو لم يكن جمال مبارك ابن حسني مبارك لكان أفضل ما يمكن أن يصل إليه هو عضوية الروتاري أو ليونز مصر الجديدة ( أكرر فى كثير من سطور هذا المقال نصوصا نشرتها في الصفحات من قبل باتت فى حاجة لأذكر بها نفسى وأذكركم لأن الذاكرة فى مصر باتت مهيئة للنسيان والتغافل والتجاهل والاعتياد على الخطأ بتكرار ظهوره في النافذة وبإستمرار حدوثه )أنا لا أقارن هنا بين أب وابنه فجمال مبارك سيعترف قبل أي أحد آخر بأن والده أفضل منه ثم أنه إبن بار ومخلص وقد رباه والده فأحسن تربيته ولاشك فى ذلك لحظة فالنجل متربى فى بيت محترم وأصيل ، لكنني أقارن هنا فى الأفق والثقافة السياسية والرؤية الإقتصادية والتكوين الطبقى ولا أقارن فى الأخلاق والقيم فلاشأن لى بهذا ، لا هو شغلى ولا إنشغالى ، أقارن بين الضابط طيار حسني مبارك وبين المليونير رجل الأعمال جمال مبارك. والمؤكد عندي أن الوالد حسني مبارك حين كان في سن إبنه أو بعد ذلك لما أولاه الرئيس الراحل أنور السادات منصب نائب رئيس الجمهورية كان أفضل بكل المقاييس من حيث إمتلاك المؤهل الرئاسى وتكوين الثقافة الوطنية من نجله شاهد ماشفش حاجة
مرت عشر سنوات علي بدء مشروع توشكي ولم تستطع الحكومة الاحتفال بتلك المناسبة لأنه لا يوجد شيء يذكر تحقق علي أرض الواقع رغم الملايين، بل قل البلايين التي أنفقت علي هذا المشروع الفاشل ويدخل في دنيا العجائب أن الرأي العام في بلادي لم يرفع صوته مطالباً بمحاسبة المسئولين عن تلك الجريمة وفيها تشم حضرتك رائحة فساد واضحة
في الذكري الرابعة للانتخابات الرئاسية لا جديد ألاحظه في كل حملة هجوم أتعرض لها منذ ترشحي لانتخابات الرئاسة لليوم، ذات الأسماء، والأبواق وغالباً ذات المضمون!! لا جديد علي الإطلاق!! إلا مزيدًا من التأكيد علي فكرة التخصص الوظيفي!!
في كل بلاد الدنيا تجد من يعارض الحكومة - بحق- ومن يواليها، أو يؤيدها بصدق.
في مصر، ومن تلبيس أبالسة هذا الزمان علينا، أنهم صنعوا عبر منابر الإعلام، ومنافذ التعبير فئتين مهجنتين أو جماعتين لا شبيه لهما في العالم!!
الفئة الأولي: هي جماعة «معارضي المعارضة»!!
والفئة الثانية: هي جماعة «حكوميي المعارضة»!!
الجماعة الأولي مهمتها في الحياة السياسية، هي الانقضاض علي المعارضة، ونهش لحمها، وإهدار كرامتها، وتشويه وجهها بماء النار، والسنج والمطاوي.
والجماعة الثانية: مهمتها تتلخص في توفير ماء النار، والسنج والمطاوي المطلوبة لإتمام مهمة الجماعة الأولي!!
الجماعة الأولي: «معارضو المعارضة» ليسوا
لكنهم فرقة خاصة من فرق الحكومة، تتخفي في ثوب الاستقلال، واصطناع الموضوعية، ومحاولة التظاهر بها، يعتلون منابر التعبير والتأثير «صحافة- إعلام تليفزيوني- مؤسسات حكومية وأهلية».
معارضو المعارضة، يظل الواحد منهم رصيناً متوازناً إذا ما تطرق لأي موضوع، أو تناول قضية، ولا تعرف كيف يتحول فجأة إلي النقيض بمجرد أن يذكر أمامه اسم من الأسماء المعارضة، أو موقف، أو رأي أدلي به!! فيتحول إلي وحش كاسر، يغوص بأنيابه وأظافره في لحم الهدف شارعاً كل الأسلحة غير المشروعة والمحظورة أخلاقياً.
كل رأي ينسب للمعارضة هو- بالنسبة لهذه الفرقة «الخاصة»- أكاذيب وادعاءات وكل اجتهاد هو إما خطأ أو خطيئة، وكل اختلاف في الرؤية، هو خيانة للوطن، ونكران للجميل، وجحود لا يعبر إلا عن شرذمة قليلة لا وزن لها ولا قيمة تذكر!!
أما الجماعة الثانية: «حكوميو المعارضة» فهم كائنات سياسية ممسوخة وشائهة قامت بقرارات إدارية حكومية حددت لها أدوارها، ومهامها، ورسمت لها صورة كاريكاتورية في عيون الناس، تؤيد ما تريد الحكومة أن تدعي تأييد الآخرين له وتوفر عورة ومعرة، تشير إليها أصابع الجماعة الأولي وتتساند عليها في تسفيه المعارضة والنيل منها.
رغم الاختلاف الظاهري، بين الفريق الأول «معارضي المعارضة» وبين الفريق الثاني «حكوميي المعارضة» فالقواسم المشتركة بينهما كبيرة، أولها: أن كلاهما يستسهل الركوع للقوة، ويستصعب الوقوف أمامها، يبرر الخطايا ويفلسف الجرائم التي يرتكبها، والمذابح التي يشارك فيها!!
كلاهما يري الاستقامة في الرأي والموقف حماقة!! والمناورة والخداع والتلاعب بالكلمات والمغالطة مهارة!! والغدر أمانة!! والشرف والكرامة مجرد شعارات كاذبة.
أسأل نفسي- أحياناً -: لماذا لا يخلع هؤلاء الأقنعة الزائفة؟ لماذا لا يعلنون أنهم حكوميون لحماً ودماً، مكلفون بأدوار مفضوحة الغاية، منكورة من صانع النص.. والجمهور.
متي يدركون أنه أشرف لهم أن يكونوا شركاء للظالم في ظلمه من أن يكونوا حذاء في قدمه، وخرقة يمسح بها أفعاله، ويتستر بها علي ظلمه، ويفتح شهيته لفساد أكبر وطغيان أكثر.
سيعلم هؤلاء- بعد فوات الأوان- أن الباطل غبار يعلو فوق الرؤوس ثم يسقط يوماً تحت الأقدام.
بعد أيام تمر الذكري الرابعة لأول انتخابات رئاسية مصرية في تاريخ مصر
في السابع من سبتمبر الجاري نغلق رزنامة العام الرابع علي تلك الانتخابات التي كانت حلماً مصرياً ومطلباً قومياً إلي أن امتدت إليها يد العبث والتزوير والتلفيق لتحيل الحلم إلي كابوس.
لم يكن حلمنا حكماً نسعي إليه، بقدر ما كان حلمنا وطناً نريده حراً يملك أن يختار من يحكمه!!
كان برنامجنا للانتخابات الرئاسية مدته 24 شهراً انتقالياً لإعداد دستور مصري عصري علي شأن الأمة ويزيل آثار الغمة التي امتدت، وتمددت بطول سنوات حكم الاستبداد والفساد.
كنت أعلم مسبقاً أننا لن نسلم من طعنات الطاعنين، وأدوات المستبدين من الأمن إلي الإعلام الأمني، الذي لم يترك نقيصة إلا وحاول إلصاقها بي وبحزب الغد!!
كنت أدرك أننا لا نواجه مرشح حزب الدولة بل مرشح الدولة، وأجهزتها وإعلامها وأموالها وموظفيها ورجال أعمالها والطامحين في رضاء الدولة!!
كنت أفهم سر التشنج الرسمي داخل المؤسسة الحاكمة في مواجهتي شخصياً دون غيري من المرشحين، لأن عيونهم كانت علي ما بعد انتخابات 2005، فلم يكن المطلوب ـ فقط ـ هو إسقاطي في مواجهة الرئيس مبارك بقدر ما كان المطلوب هو إبعادي من طريق جمال مبارك!!
عندما بذلت السلطة كل جهدها للدفع بمرشح معارض ـ كبير السن ـ لخوض الانتخابات الرئاسية كانت غايتها أن يحتل هذا المرشح المركز الثاني كي لا يكون وصيف الرئيس «40 عاماً» ـ أي في ذات عمر الوريث!!
وعندما خابت جهودهم، وكان الفارق بعيداً ـ أضعافاً مضاعفة ـ بين المرشح الثاني والثالث لم يكن أمامهم غير إبعاد المرشح الثاني بالتلفيق والسجن، والإقصاء للثالث، كي يبقي الوريث هو الوحيد المطروح والمسموح أن تدور حوله التكهنات أو الطموحات بلا منافس يذكر!!
أربعة سنوات مرت وجرت في النهر مياه كثيرة، لكن مازالت دفة الأمور التي تحركها السلطة تسعي للوصول إلي النتيجة ذاتها التي يتوهمون أنها تحقق مسعاهم في إقصاء كل من يملك فرصة قانونية وواقعية للمنافسة.
أربعة سنوات ونحن جميعاً فيهذا الوطن ندفع ثمناً باهظاً لحلم ـ غير مشروع ـ أن تنتقل السلطة من الأب للابن دون منافسة أو تهديد أو تعكير لتلك المسألة العائلية، وفقاً لأوهامهم وتقديراتهم!!
أربع سنوات أثبتت أننا رغم السجن والقهر والمؤامرات المتزايدة بجنون، والهوس الأمني، والفجر الإعلامي، لم ننكسر بفضل الله وبحماس الناس وقدرتهم علي الفرز والفهم وإسقاط كل ما هو غث وملفق وكاذب وظالم.
مازال الغد رغم كل ما تعرض له من مؤامرات وحرائق ودسائس مصنوعة أمنياً هو الحزب الشاب القادر أن يكسر كل يوم حواجز الخوف من الوهم، حزب يؤمن أن القوة الحقيقية ليست في المال أو الجاه أو إعلام أنس الفقي، بل في الحق.. وأن الحق في الاتصال اليومي بالناس وطرق أبوابهم هو المصدر الوحيد للقوة وللشرعية.
مع كل ضربة وجهت لنا، عبر أربع سنوات، اشتد عودنا، وزاد تأييد الناس وحماسهم لنا وزاد التفاف الشرفاء حولنا.
أربع سنوات من الظلم والظلام ومازالت شمعتنا قادرة علي تبديد وإرهاب هذا السواد!!
بدأ العام الـ 29 من حكم مبارك!! وهذا تقرير لواقع الحال في مصر مع مطلع هذا العام
تعيش مصر حالة انتخاب -عكسي- يطرد أفضل العناصر، ويفرز الأسوأ ويدفع بالمنافقين والفاسدين للقمة !!
تضاعفت حالة الفشل العام وأصبحت الأصفار هي شعار المرحلة في كل المجالات!!
استغل الغلاء، وتزايدت أسعار السلع، وتكاليف الحياة، بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر !!
أكثر من نصف الشعب المصري أصبح يعيش تحت خط الفقر ولا يجد قوت يومه!!
تدهورت الصحة العامة، بفعل السموم، والمبيدات ، والفساد والفقر والضغوط والتلوث !!
انهارت الخدمات الصحية المجانية وأصبح العلاج مسئولية كل مريض قادر علي ثمنه!!
استشري الفساد ليسيطر علي كل أنشطة الدولة و علي مستويات الحكم في ظل نهب منظم لمصر!!
أصبحت الرشوة من أسس قضاء الحقوق والمصالح والمعاملات والتراخيص الرسمية وكل التعاملات اليومية!!
أصبحت المحسوبية هي سبيل الوصول لكل شيء ولقضاء الحاجات في جميع المجالات!!
وزاد انهيار التعليم في كل مستوياته قبل الجامعي والجامعي!!
زادت أعباء الدروس الخصوصية والتعليم الموازي!!
استشرت البطالة وأصبح الشباب يفقد الشعور بالأمل في المستقبل في الداخل والخارج!!
تزايدت حالات الانتحار بين صغار السن، مع تزايد الشعور بالظلم الاجتماعي.
ارتفع سن الزواج، واستشرت ظاهرة العنوسة، وظاهرة الزواج العرفي!!
تضاعفت جرائم الانحلال الأخلاقي والاتجار في الأعراض والشذوذ!!
تحلل النسيج الاجتماعي وبلغت حالات الطلاق نسبًا غير مسبوقة في المجتمع المصري!!
تزايدت مظاهر العنف والبلطجة والسرقة بالإكراه والعنف غير المبرر!!
انهارت قيم المجتمع المصري وتغيرت سماته الأخلاقية والسلوكية!!
لجأ الشباب المصري للهجرة غير المشروعة بصورة غير مسبوقة وما صاحبها من ظواهر الغرق لمئات الشباب.
لجأ الشباب لهجرة أخري بالانغماس في الإدمان والمخدرات أو التطرف الفكري والهروب للماضي!!
أصبحت مصر سجنًا كبيرة قضبانه واستحالت فرص العيش الشريف بالحد الأدني من الكرامة الإنسانية.
أصبحت مصر تشهد زواجًا غير شرعي بين السلطة والمال والفساد يهدد مصداقية أي إصلاحات!!
أصبحت مصر هبة للاحتكارات التي طالت كل مظاهر الحكم والاقتصاد والنفوذ والحقوق!!
غابت العدالة في كل شيء وبجميع صورها القضائية والأخلاقية وأصبح الشعور بالظلم سائدًا بين الجميع. .. أصيبت مصر بحالة من تصلب الشرايين، وتخليد المسئولين في كل المواقع وتوريث المناصب!!.
سيطرت الدولة البوليسية علي جميع مظاهر الحياة في مصر، وأصبح المنطق البوليسي هو الحاكم لمصر ومؤسساتها.
تقلصت كل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية لصالح تضخم مؤسسة الرئاسة والرئيس ومن حوله.
تحولت القوانين لوسيلة لتكريس الاستبداد والقهر والفساد من خلال أغلبية برلمانية زائفة!!.
ساد الكذب والنفاق كل مناحي الحياة وأصبح تجميل الفشل وتزيين القبح وتبرير الخطأ سلوكًا رسميًا للدولة!!
أصبح إعلام مصر الرسمي ملكًا شخصيًا للرئيس وأسرته وحزبه يكرس شعور الناس بالغربة داخل الوطن !! ..كل هذه الأعراض -وغيرها- هي جانب من ملامح الصورة الحقيقية التي يعانيها الوطن، مع بداية العام الـ 29 من حكم الرئيس مبارك!! هي إعراض لمرض الشمولية، وحكم الفرد، وغياب الشفافية، وتداول السلطة، واستقلال القضاء، وتزوير الانتخابات، واحتكار السلطة، وصناعة القرار في ملهاة سوداء عبثية، آن الأوان أن نضع لها نهاية